- info@damascus-heritage.org
استمر اهتمام العرب بالعلوم الطبية خلال الفترة الأموية، وكانت الحملات الطبية جزءاً من الجيوش وقوافل الحجيج؛ وقد بدأ المسلمون بتشييد مباني طبية في دمشق باكراً، ويعتبر الخليفة معاوية بن أبي سفيان أول من أنشأ مبنى طبي تخصصي بشكله المنظم في عاصمة الدولة الأموية دمشق في العام /679/م تحت المئذنة الغربية من الجامع الأموي[1]؛
كما أنشأ الوليد بن عبد الملك وذلك في العام /88/ هـ، /707/م داراً للضيافة على شكل مبنى طبي تخصصي أسكن به العميان وحبس المجذومين على غرار بيمارستان جنديسابور؛ وبهذا تُعتبر دمشق أول مدينة في العالم الإسلامي يُبنى فيها بيمارستان، وهو دليل على مدى أهمية هذه المدينة في التاريخ، وعراقتها في المجال الطبي في ذلك العصر، وإشعاع نور للعالم وخاصة في العصر الأموي؛ ومن ثم انتشرت الأبنية الطبية في بلاد المشرق العربي، وخاصة في الشام، مصر، والعراق وأصبح عددها /34/ بيمارستاناً؛ كما إنشاء عمر بن عبد العزيز ملجأ للفقراء مزوداً بالأدوية به، وبعض حاجيات المرضى والزيت والطحين والعجين ؛ وشاع بناء المستشفيات في العصر الأموي حتى أصبح في الكثير من المدن .
وأخذت دمشق مكانتها في العلوم الطبية وفي أبنيتها، وصار يُستفاد من إمكانات الأطباء فيها، وكيفية إدارتهم لهذه المؤسسات الصحية، تذكر كتب الرحالة أن الوزير العباسي علي بن عيسى الجراح[2] أمر ببناء مشفى في سنة 302هـ وأعطى رئاسته إلى أبي سعيد بن يعقوب الدمشقي[3]، وبفضل هذا الطبيب بني في بغداد خمسة بيمارستانات، وبفضلة وإرشاداته بني العديد من البيمارستانات وأشرف عليها.
انتشرت المباني الطبية التخصصية خلال العصر العباسي، وعُممت تسمية البيمارستان وبدأت تأخذ شكلاً حضارياً انتظمت فيها مهنة الطب،[4] وأصبح في كل مدينة بيمارستان كبير عام على الأقل[5]، يفوق بيمارستان جنديسابور الذي ظل أنموذجاً حياً حتى الفترة العباسية؛ ومما لا شك فيه أن هذه الفترة شهدت تطوراً بالغ الأهمية في العلوم الطبية انعكس بشكل واضح على تطور المباني المخصصة لذلك فكانت البيمارستانات تضم أجزاء عديدة وأقسام للبحث والعلاج والتعليم ومكتبات تخصصية وخزائن الأدوية، وأوقفت لها الأموال الطائلة.
كانت البيمارستانات ظاهرة لم يسبق العرب إليها أحد في ذلك الوقت في المنطقة، وكانت حضارية من حيث البناء والتقسيم والاختصاصات واختيار الأماكن، وكانت إنسانية تستوعب كل الناس الفقير والغني والمعالجة والنفقات مجانية، وكانت أخلاقية لأنها كانت تحافظ على إنسانية الإنسان دون أن تشعره بأن أحداً يتفضل عليه، أو أن مدين بالفضل لغيره.
بيمارستانات دمشق | ||||
الاسم | المؤسس | موقعه | السنة | المرجعية |
البيمارستان الصغير أو العتيق أو القديم | معاوية وابنه | تحت مئذنة قايتباي- المئذنة الغربية في الجامع الأموي | بداية الفترة الأموية وجدد عدة مرات | منادمة الأطلال ص: 260 |
بيمارستان الوليد | الوليد بن عبد الملك | بالقرب من الجامع الأموي | 88 هـ/707م | موجز تاريخ الطب ص: 22 |
البيمارستان الدقاقي | دقاق بن تتش السلجوقي | ملتصق بالجامع الأموي | 368 هـ/ 978 م | صباغ ص: 79- 82 |
البيمارستان الشرقي | غير معروف | الصالحية العتيقة | غير معروف | القلائد الجوهرية ج1/ ص 348 |
بيمارستان الجبل | غير معروف | النيرب | غير معروف | موجز تاريخ الطب ص: 24 |
البيمارستان النوري أو النوري الكبير أو الجديد | الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي | زقاق المرستان في محلة سيدي عامود- الحريقة | 549 هـ | منادمة الأطلال ص: 259 |
البيمارستان القيمري أو بيمارستان الصالحية | الأمير سيف الدين أبو الحسن علي القيمري | الصالحية جانب جامع الشيخ محي الدين | 656 هـ | منادمة الأطلال ص: 260 |
مدارس الطب | ||||
الاسم | المؤسس | موقعه | السنة | المرجعية |
المدرسة الدخوارية | الدخوار عبد الرحيم | الصاغة العتيقة جنوب الأموي | 615 هـ | منادمة الأطلال ص: 252 |
المدرسة الدنيسرية | عمادالدين الدنيسري | غربي باب البيمارستان النوري | 664 هـ | منادمة الأطلال ص: 255 |
المدرسة اللبودية أو المدرسة اللبودية النجمية | شمس الدين بن اللبودي | باب السريجة ملاصقة لبستان الفلك المشيري | 686 هـ | منادمة الأطلال ص: 257 |