B05

بيمارستانات دمشق

أ. هلا قصقص

استمر اهتمام العرب بالعلوم الطبية خلال الفترة الأموية، وكانت الحملات الطبية جزءاً من الجيوش وقوافل الحجيج؛ وقد بدأ المسلمون بتشييد مباني طبية في دمشق باكراً، ويعتبر الخليفة معاوية بن أبي سفيان أول من أنشأ مبنى طبي تخصصي بشكله المنظم في عاصمة الدولة الأموية دمشق في العام /679/م تحت المئذنة الغربية من الجامع الأموي[1]؛

كما أنشأ الوليد بن عبد الملك وذلك في العام /88/ هـ، /707/م داراً للضيافة على شكل مبنى طبي تخصصي أسكن به العميان وحبس المجذومين على غرار بيمارستان  جنديسابور؛  وبهذا تُعتبر دمشق أول مدينة في العالم الإسلامي يُبنى فيها بيمارستان،  وهو دليل على مدى أهمية هذه المدينة في التاريخ، وعراقتها في المجال الطبي في ذلك العصر، وإشعاع نور للعالم وخاصة في العصر الأموي؛ ومن ثم انتشرت الأبنية الطبية في بلاد المشرق العربي، وخاصة في الشام، مصر، والعراق وأصبح عددها /34/ بيمارستاناً؛ كما إنشاء عمر بن عبد العزيز ملجأ للفقراء مزوداً بالأدوية به، وبعض حاجيات المرضى والزيت والطحين والعجين ؛ وشاع بناء المستشفيات في العصر الأموي حتى أصبح في الكثير من المدن .

وأخذت دمشق مكانتها في العلوم الطبية وفي أبنيتها، وصار يُستفاد من إمكانات الأطباء فيها، وكيفية إدارتهم لهذه المؤسسات الصحية، تذكر كتب الرحالة أن الوزير العباسي علي بن عيسى الجراح[2] أمر ببناء مشفى في سنة 302هـ وأعطى رئاسته إلى أبي سعيد بن يعقوب الدمشقي[3]، وبفضل هذا الطبيب بني في بغداد خمسة بيمارستانات، وبفضلة وإرشاداته بني العديد من البيمارستانات وأشرف عليها.

 انتشرت المباني الطبية التخصصية خلال  العصر العباسي، وعُممت تسمية البيمارستان وبدأت تأخذ شكلاً حضارياً انتظمت فيها مهنة الطب،[4] وأصبح في كل مدينة بيمارستان كبير عام على الأقل[5]، يفوق بيمارستان جنديسابور الذي ظل أنموذجاً حياً حتى الفترة العباسية؛ ومما لا شك فيه أن هذه الفترة شهدت تطوراً بالغ الأهمية في العلوم الطبية انعكس بشكل واضح على تطور المباني المخصصة لذلك فكانت البيمارستانات تضم أجزاء عديدة وأقسام للبحث والعلاج والتعليم ومكتبات تخصصية وخزائن الأدوية، وأوقفت لها الأموال الطائلة.

كانت البيمارستانات ظاهرة لم يسبق العرب إليها أحد في ذلك الوقت في المنطقة، وكانت حضارية من حيث البناء والتقسيم والاختصاصات واختيار الأماكن، وكانت إنسانية تستوعب كل الناس الفقير والغني والمعالجة والنفقات مجانية، وكانت أخلاقية لأنها كانت تحافظ على إنسانية الإنسان دون أن تشعره بأن أحداً يتفضل عليه، أو أن مدين بالفضل لغيره.

بيمارستانات دمشق

الاسم

المؤسس

موقعه

السنة

المرجعية

البيمارستان الصغير أو العتيق أو القديم

معاوية وابنه

تحت مئذنة قايتباي- المئذنة الغربية في الجامع الأموي

بداية الفترة الأموية وجدد عدة مرات

منادمة الأطلال

ص: 260

بيمارستان الوليد

الوليد بن عبد الملك

بالقرب من الجامع الأموي

88 هـ/707م

موجز تاريخ الطب

ص: 22

البيمارستان الدقاقي

دقاق بن تتش السلجوقي

ملتصق بالجامع الأموي

368 هـ/ 978 م

صباغ ص: 79- 82

البيمارستان الشرقي

غير معروف

الصالحية العتيقة

غير معروف

القلائد الجوهرية

ج1/ ص 348

بيمارستان الجبل

غير معروف

النيرب

غير معروف

موجز تاريخ الطب

ص: 24

البيمارستان النوري أو النوري الكبير أو الجديد

الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي

زقاق المرستان في محلة سيدي عامود- الحريقة

549 هـ

منادمة الأطلال

ص: 259

البيمارستان القيمري أو بيمارستان الصالحية

الأمير سيف الدين أبو الحسن علي القيمري

الصالحية جانب جامع الشيخ محي الدين

656 هـ

منادمة الأطلال

ص: 260

مدارس الطب

الاسم

المؤسس

موقعه

السنة

المرجعية

المدرسة الدخوارية

الدخوار عبد الرحيم

الصاغة العتيقة جنوب الأموي

615 هـ

منادمة الأطلال

ص: 252

المدرسة الدنيسرية

عمادالدين الدنيسري

غربي باب البيمارستان النوري

664 هـ

منادمة الأطلال

ص: 255

المدرسة اللبودية أو المدرسة اللبودية النجمية

شمس الدين بن اللبودي

باب السريجة ملاصقة لبستان الفلك المشيري

686 هـ

منادمة الأطلال

ص: 257

ا[1] القلقشندي، صبح، ج 1، ص 431 . المقريزي، الخطط، ج 2، ص 405 . ابن العماد، شذرات، ج 5، ص 334 ). أحمد عيسى، تاريخ البيمارستانات، ص 205 . السامرائي، مختصر، ج 1، ص
[2]  أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح البغدادي الكاتب: إمام محدث، ووزير عادل زمن الخليفة المقتدر؛ ولد 244هـ؛ يحب أهل العلم ويكثر مجالستهم، من بلغاء زمانه، صنف كتابا في الدعاء وكتاب “معاني القران “وله ديوان رسائله وكتاب “سياسة المملكة وسيرة الخلفاء”.
[3]  أبو عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي: من الأطباء المذكورين ببغداد ونقل كتباً كثيرة إلى العربية من كتب الطب وغيره وكان منقطعاً إلى علي بن عيسى. وقال ثابت ابن سنان المتطبب أن أبا الحسن علي بن عيسى الوزير في سنة 302 هـ أتخذ البيمارستان بالحربية وأنفق عليه من ماله وقلده أبا عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي متطببه مع سائر البيمارستانات ببغداد ومكة والمدينة‏؛ وله من الكتب مسائل جمعها من كتاب جالينوس في الأخلاق – مقالة في النبض مشجرة. وهي جوامعه لكتاب النبض الصغير لجالينوس‏.‏
[4]  الخطيب، الطب عند العرب، ص 216
[5]  ابن أبي أصيبعة، عيون، ص 188