الكنيسة المريمية

محطات من تاريخ الكنيسة المريمية بدمشق .《المقر البطريركي الانطاكي》منذ القرن الثالث عشر الميلادي للروم الارثوذكس .
البحاثة المرحوم الاب ايوب سميا واحد من خيرة الذين كتبوا عن تاريخ المسيحية بدمشق فقد ارخ للكنيسة المريمية منذ بدء دخول المسيحسة لدمشق وحتى اوائل العقد السادس من القرن العشرين .ونظرا للمعلومات الهامة والقيمة التي كتب عنها والمجهولة عند الكثير من المسيحيين المعاصرين ؛ احببت ان اختصر ابرز ما كتبه عن تاريخ هذه الكنيسة .
كنيسة مريم .مريم كلمة ارامية نعت مؤنث بمعنى : “نقية”
“طاهرة” . فمنذ ظهور المسيحية بدمشق بنى المسيحيون الدمشقيون الاوائل معبدا لهم وخصصوه لاسم العذراء مريم .ولما اصبح ثيودوسيوس الكبير امبرطورا عام 379م. حول معبد كوكب الزهرة الوثني في دمشق الى كنيسة على اسم النبي يوحنا المعمدان . وجعلها الكنيسة الاسقفية لدمشق .ومنذ ذلك الوقت توسعت المسيحية في دمشق وسورية . وفي القرن الخامس عمر المسيحيون الدمشقيون الى جانب كنيسة مريم (المعبد الذي تحول الى كنيسة ببداية المسيحية).
بنوا كنيستين كل منهما اصغر منها ؛ الاولى : على اسم الشهيد كبريانوس والثانية على اسم الشهيدة يوستينا الدمشقية . وكانت الكنائس الثلاث المتلاصقة ليس في موضع الكنيسة المريمية الحالي بل اقرب الى الشارع المستقيم جنوبا .حتى قيل في تاريخ فتوح العرب المسلمين لدمشق
“والتقى خالد بن الوليد وابو عبيدة الجراح عند كنيسة مريم “. وفي القرن السادس بعهد
يوستينيان الاول الكبير المتوفي عام 565م. بنى مسيحيو دمشق كنيسة اخرى على اسم القديس نيقلاوس مقابل الكنائس الثلاث غريا وكانت دونهن كبرا .واوجدوا بجانب الكنائس الثلاث ميتما للبنات ثم تحول الى ديرا للراهبات وكان هذا الدير تحت اشراف اسقف دمشق الذي كان مركزه بقرب كنيسة النبي يوحنا المعمدان (حاليا الجامع الاموي الكبير). وكان يمر في الشارع المستقيم فرع يبدىء من القوس المكتشف حديثا امام الكنيسة المريمية الحالية ويسير شمالا الى حد سور المدينة ويمر بين الكنائس الثلاث ودير الراهبات من جهة وبين كنيسة نقلاوس من الجهة الثانية وهذا نفسه يمتد من القوس المذكور جنوبا بخط مستقيم الى حدود سور المدينة .《وهكذا اصبحت عندنا الان صورة متكاملة عن جزء هام من الشارع المستقيم وكيف كانت تتوزع الكنائس وبالتالي الشارع والاحياء .وهي مغايرة تماما لحالها الان !!》.
وعرف في عصر الاسلام بدرب كنيسة مريم .ذكره ابن عساكر في القسم الثاني من المجلد الاول في تاريخه لدمشق (خطط دمشق). وذكره ايضا محمد كرد علي في كتابه :
(خطط الشام) . ويرجح ان اسمه كان هكذا عند المسيحيين قبل الاسلام . وذلك الدير دعي “دير النساء”. ذكره بهذا الاسم الشابشتي ابو الحسن احمد المصري المتوفي عام 1008م.
وفي كتاب الديارات النصرانية في الاسلام لحبيب زيات نقلا عن المؤرخ ابن البطريق البطريرك الاسكندري .
تطورات كنيسة مريم (الكنيسة المريمية ) . حيث تعرضت هذه الكنيسة لتقلبات ونكبات ويعتبر ثباتها الى هذه الايام اعجوبة من اعاجيب الزمن ! اذا ما قارناها مع قرائنها من الكنائس والاديرة التي دثرت .
فقد اصاب هذه الكنيسة ثماني نكبات اخرها كان بحوادث 1860 م (يفصل الاب سميا هذه النكبات متى وقعت ..) .
حيث اصاب الخراب هذه الكنائس الاربعة والدير والمقر البطريركي . وعند تجديدها بعد خراب 1860 وانتهى التجديد عام 1867 .الغيت الكنائس الثلاث وعلى انقاضهم تم بناء الكنيسة المريمية والمقر البطريركي وصارت اكبر كنيسة بدمشق .وفي عام 1953 م. بهمة البطريرك الكسندرس الطحان الدمشقي وبفضل التبرعات من ابناء الطائفة وفعالياتها الاقتصادية ومساهمة الحكومة السورية حسب بيان اللجنة الطائفية الدمشقية التي اشرفت على العمل .وقوامه هدم سقف الكنيسة المتشعث وقسم من اعالي جدرانها المتصدع واعادة ما هدم جديدا مزخرفا بالدهون والنقوش والتصاوير اخذت الكنيسة المريمية شكلها الحالي الجديد .
الصور المرفقة :
1-صورة الرخامة التي تؤرخ الى اعمال الترميم والتجديد التي تمت عام 1867 م. وهي موضوعة عند مدخل باب الكنيسة الغربي.
2- صورة الكنيسة حاليا .