B075

رسم السير الشعبية

أ. هلا قصقص

تبدو اللوحة بعناصرها التأليفية، وكأنها مشهد مسرحي، يقوم الرسام فيه بدور المخرج الذي يوزع الأجوار ويحدد عدد ونوعية العناصر على مسطح اللوحة ويبرز الحركة الأساسية في المشهد، ويوزع العناصر الثانوية بشكل يتلاءم وأهمية الموضوع، ومن الملاحظ أن غالبية لوحات السير الشعبية فيها مشاهد قتالية، مما يعطي انطباعاً أولياً بأن الرسام الشعبي كان دموي ولا يتعامل إلى بمنطق السيف، وإذا ما عدنا إلى الفترات التي تعود لها مواضيع اللوحة أي الجاهلية وفي أوائل عصر الإسلام نلاحظ أن السيف كان هو الحكم في جميع الأمور.

أما في عصر الجاهلية، فكان السيف يستخدم لإظهار الشجاعة والفروسية كما يظهر في غالبية لوحات عنترة ابن شداد للفنان أبو صبحي التيناوي، الصورة رقم(4-19). وفي عصر الإسلام اعتمده المسلمون لنشر العقيدة الجديدة ومحاربة أهل الشرك وحماية الدين الإسلامي؛ لهذا السبب كانت المشاهد القتالية التي توثق لمرحلة مهمة من تاريخ الأمة العربية، والفنان الشعبي بعودته إلى تلك الأحداث ودعوته للاقتداء بمعانيها ورموزها وتمجيد أبطالها، يكون قد أضفى على لوحاته طابعاً رمزياً يشمل معاني البطولة والفروسية بما تحمل من قيم نبيلة. ومن خلال تحليل هذا الرمز، يبدو أنه ارتبط بشجاعة شخص، يكون هو فتى المجموعة وبطلها، والفتى صفته الفتوة ومعناها في الاصطلاح الإسلامي مجموعة من الفضائل الخلقية من مروءة وشجاعة وكرم الضيافة والتضحية وإغاثة الملهوف، وكل تلك الخصال كانت في الجاهلية، واتسعت في صدر الإسلام بعد أن دخلت عليها الفضائل الإسلامية وتبلورت في مفهوم جديد[1].

تناولت البطولة والفروسية والإخلاص في الحب ورفض العبودية والعنصرية، والسعي وراء العدالة والمساواة والعمل في سبيل الحرية، لهذا تنوعت الرسوم، وتعددت الشخصيات بما يتلاءم والحالة الاجتماعية والسياسية للمجتمع، فكانت هناك مواضيع لم يتناولها الرسام بشكل واسع بل بقيت محصورة ببعض البيئات، كسيرة الأميرة ذات الهمة[2] وسيرة سيف بن ذي يزن[3] وحمزة البهلوان[4] وعلي الزيبق[5]؛ وموضوعات أخرى رسمت وانتشرت على نطاق واسع، أهمها:

  • سيرة عنترة بن شداد[6]، والتي لاقت انتشاراً واسعاً في مقاهي مدينة دمشق، وغدا بطلها مثالاً للتضحية والإقدام والفروسية؛ سيرة حفظها العامة ورواها الأجداد، وحظيت باهتمام الكتاب والفنانين والرسامين، وأصبحت قيمتها الاجتماعية والأخلاقية مثالاً يحتذى به. الرسام الشعبي صوّر هذه السيرة ورسم بطلها يصارع الأعداء من أجل الحق؛ استطاع عنترة أن ينزع اعتراف القبائل به كفارس، وكشاعر من أهم شعراء عصره، واستطاع أن يتزوج ابنة عمه عبلة بعد نضال مرير؛ لُقّب عنترة بـ”أبي الفوارس” وانتشرت الرسوم الشعبية التي تصوّر قصته في مقاهي دمشق وأسواقها، وهي في غالبها تصوّر عنترة فارس أسود اللون يمتطي دائماً صهوة جواده الأبجر، ويظهر بزيّه الميداني وشاربه الطويل، مجهز بالنبال والرماح والخناجر، حاملاً بيده رمحه، ومنطلقاً نحو الهدف.

 وأحياناً أخرى يظهر بسيفه مقاتلاً عدوّه، وحيناً يصارع مك الجان أو يقطع برمحه رأس الثعبان رمز الشر. إلى جانب هذه الرسوم يسجل الرسام ألقاب عنترة وأسماء مرافقيه مثل “عنترة أبي الفوارس وشيبوب وجيان”. أما عبلة، فصورها الرسام الشعبي امرأة جميلة، مزدانة بالحلي والعقود ومتألقة بالزي البدوي، تارة تظهر على حصان، وتارةً على جمل داخل هودجها؛ أما عبلة وعنترة في رسم واحد فيظهران كأنهما في عرس، هو على الحصان وهي في الهودج، ومعهما مرافقون، وخلفهما رموز شعبية ” أفعى، نخيل، أسد، طيور وزهور”[7].

سيرة بني هلال[8]: منذ ستة قرون مازال الدمشقيون يتغنون بهذه السيرة ويحفظون أحداثها، فالسلطان حسن بن سرحان يمثل الاعتدال في السلوك والاستعلاء على الصغائر، وأبو زيد الهلالي يمثل العلم والخبرة والشجاعة إلى جانب المزايا العربية الأصيلة، ودياب بن غانم يمثل الحماسة العربية؛ سيرة بني هلال ذات أحداث مثيرة ومعاني عميقة، إنها كانت الغذاء الفكري للإنسان الشعبي وعنصر استلهام لكثير من المبدعين العرب، حيث استوحى الرسام الشعبي من أحداثها وصوّر أبطالها بكل اندفاع وعفوية وصدق؛ فهذا أبو زيد الهلالي، أسود اللون، يركب على ظهر جواده، شارباه طويلان، يلبس رداءه الحربي، ولم ينسى الرسام كتابة أسماء الأبطال في اللوحة.

سيرة الظاهر بيبرس[9]: نالت هذه السيرة اهتمام الدمشقيين، ولا سيما أنها عرضت الحروب الصليبية؛ كانت الرسوم الشعبية الخاصة بهذه السيرة قليلة، أما المشهورة منها، فهي تصوير الملك الظاهر بيبرس إلى جانبه قائد آخر يدعى معروف، وحولهما الحرس بكامل أسلحتهم، كما يظهر في الصورة رقم(4-22)، أو أنهم يصورون جيش معروف على ظهور الخيل، وفي الوسط فارس يرفع سيفين ويقوم بدور الحكم بين الفريقين. .

[1] أكرم قانصوه، التصوير الشعبي العربي، عالم المعرفة، الكويت، 1995، ص:99
[2] سيرة ذات الهمة: أميرة عربية نسجت حولها سيرة من أطول السير العربية تعرف باسم سيرة ذات الهمة. تقع السيرة في سبعين جزءاً، ويزيد عدد صفحاتها على ستة آلاف صفحة، طبعت عدة طبعات، لعل أفضلها السيرة التي نشرها شوقي عبد الحكيم في القاهرة (1996)، وقد قام بتجميعها من ثلاثة مخطوطات: مخطوط المكتبة الشرقية في بيروت، ومخطوط المتحف البريطاني، ومخطوط جامعة كوبنجن، ألمانيا. مؤلف السيرة قاص شعبي غير معروف، مثلها في ذلك مثل غيرها من السير الشعبية العربية الأخرى كسيرة عنترة بن شداد وسيرة الزير سالم. تبدأ السيرة تاريخياَ في عصر عبد الملك بن مروان، أزهى عصور الخلافة الأموية، وتستمر حتى نهاية عهد الخليفة العباسي الواثق بالله. وهي تؤرخ تأريخاً شعبياَ للصراع الذي دار بين العرب والروم، الذي عرف باسم حرب الثغور على حدود الدولتين. تعد سيرة ذات الهمة بحق ملحمة أدبية عربية، وهي أول ملحمة تعهد ببطولتها لامرأة، هي فاطمة بنت مظلوم بن الصحصاح بن جندبة بن الحارث الكلابي، المعروفة بذات الهمة. ولا يعرف بالضبط، متى كتبت هذه السيرة، التي كانت تروى شفاهة، وتستغرق روايتها عاماً كاملاً. أما دوافع كتابتها فتتمثل بالدفاع عن أرض العرب والمسلمين ضد المد الاستعماري الغربي وضرورة توحيد الصف وجمع الكلمة والحرص على سلامة الأمة من الداخل، كما أنها دعوة جريئة وصادقة إلى إعطاء المرأة العربية حقوقها ورفع الضيم عنها والإفساح في المجال لها لتقوم بدورها الإيجابي في المجتمع.  ترجع أهمية هذه السيرة في الأدب الشعبي العربي إلى أنها تعد بحق وثيقة أدبية فنية تثبت حق المرأة بالمساواة في المجتمع، وهي سيرة رائدة ليس في الأدب الملحمي العربي فحسب بل وفي الآداب الملحمية العالمية المعروفة. إنها نمط من البطولة النسوية، وقد عالج القاص الشعبي هذه القضية على محورين أساسيين مترابطين: الأول هو المحور الأخلاقي المرتبط بالمرأة والمتمثل في ثلاث خصال أساسية هي : العفة والوفاء والأمومة. أما الثاني فهو محور الجهاد والتحرير، حيث ترقى الملحمة بالمرأة إلى درجة مساواتها للرجل فيما يعتز به من فضائل ومآثر رجولية كالفروسية والشجاعة والإقدام.  تلتحم في هذه السيرة الأحداث التاريخية التي كانت تمر بها الدولة العربية الإسلامية والمفعمة بالأخطار الخارجية التي تتهددها، بالأحداث التي كانت تجري في قبيلة بني كلاب، التي تحمل رجالها عبء الدفاع الخارجي والذود عن العرب والمسلمين في حرب الثغور، والتي كانت تمزقها الخلافات على زعامة القبيلة. وقد نجح مؤلف السيرة أيما نجاح عندما سجل لنا تاريخ الدولة العربية الإسلامية في هذا العصر المليء بالأحداث والأخطار من خلال تاريخ هذه القبيلة أو بالأحرى تاريخ أبطالها وعلى رأسهم الأميرة ذات الهمة التي كان لها شرف توحيد القبيلة والذود عن الأرض العربية وقيادة الجيش العربي الإسلامي إلى النصر على الروم، وعانت في ذلك الكثير وأسرت عدة مرات. ويعد موضوع الدفاع عن المرأة والاعتراف بحقها في المساواة مع الرجل موضوعا رئيسا من موضوعات الملحمة. وقد عبر القاص الشعبي – مؤلف السيرة من موقفه الرافض لواقع المرأة الاجتماعي الجائر. وما البطولات التي تحققها ذات الهمة إلا دلالة على هذا الحق وإثبات له. (المصدر: الموسوعة العربية، http://www.arab-ency.com
[3] سيرة سيف بن ذي يزن: سيرة شعبية خيالية تروي حكاية سيف بن ذي يزن الملك اليمني الذي طرد الأحباش من اليمن. تُحلق السيرة بعيداً في الأسطورة، فتلبس الملك سيف بن ذي يزن لباساً غير بشري، وتجعل له أصولاً جنية، فأمه إحدى ملكات الجن، وله أخت منهن. وتحكي السيرة عن زوجة سيف منية النفوس، وكيف اختطفها الأحباش واستعادها سيف منهم، كما تحكي عن ولده معد يكرب. وتجعل السيرة من سيف موحداً مسلماً على دين إبراهيم الخليل، ومن الأحباش وثنيين يعبدون الكواكب والنجوم، رغم أن دين الأحباش كان النصرانية. و في السيرة إشارات قومية واضحة، كما أن الخيال يجمح بها فيجعل من سيف بن ذي يزن ملكاً متوجاً على الإنس والجن. وتشير السيرة إلى اختفاء سيف في آخر أيامه لاحقاً بأمه في عالمها. امتدت تأثيرات هذه السيرة على امتداد العالم الإسلامي، فدخلت الأدب الماليزي على أنها سيرة الملك يوسف ذي الليزان، وأثرت في الأدب القصصي في تلك البلاد مع السير العربية الأخرى. تقع السيرة في عشرون جزءا في أربع مجلدات وهي واحدة من أطول السير العربية. أنتجت اليمن مسلسلاً عن سيرة حياة سيف بن ذي يزن بالتعاون مع خبرات فنية من سوريا. (المصدر: الموسوعة العربية، http://www.arab-ency.com
[4]  سيرة حمزة البهلوان: يعد حمزة البهلوان كغيره من أبطال السير الشعبية نموذجا لمن عرفهم التاريخ العربي الإسلامي باسم الشطار والزعار والعيارين، وهي فئة مهمشة لم تلق الاهتمام الكافي من قبل التاريخ الرسمي فما كان منهم إلا أن صاغوا أدبهم الخاص الأكثر حميمية وقربا للجماهير البسيطة في شكل السير الشعبية التي تزخر بمواقف مباشرة بين البطل والشعب وتعاونهما معا لمواجهة قهر السلطة بمختلف أشكالها. تبدأ سيرة “حمزة البهلوان” بحلم كسري أنوشروان ملك العجم (الفرس) عندما رأي أسدا يخلصه من كلب قد استولي علي طعامه، وهو ما فسره له الحكيم “بزرجمهر” بأن فارسا عربيا لم يولد بعد سيأتي لإعادة كسري إلي عرشه الذي سينتزعه منه بعض اللئام. تتميز سيرة “سيف بن ذي يزن” بأصلها التاريخي الواقعي الذي بنيت علي أساسه التصور الشعبي لبطولة ابن ذي يزن وتحريره لليمن “العربي” من الغزو “الحبشي”بمساعدة كسري “الفارسي”، والتغيرات التي حدثت له بعد ارتقائه عرش الملك، في حين تسبح سيرة “حمزة البهلوان” في عالم الخيال الذي لايستعين بالتاريخ إلا في استدعاء أسماء حقيقية ككسري أنوشروان ملك الفرس ووزيره الشهير بزرجمهر، وفترة زمنية معينة هي السنوات القليلة السابقة علي ظهور الإسلام، هذا الإطار التاريخي هش في سيرة “حمزة البهلوان”، علي العكس من قوته في سيرة “سيف بن ذي يزن”، وهو ما مكن الراوي الشعبي من الانطلاق في بحر الخيال لينسج قصة محبوكة شديدة الجاذبية هو ما جعلها واحدة من أكثر السير الشعبية تماسكا، فكل شخصية مرسومة ببراعة تجعلها نابضة بالحياة وحية في الأذهان وصالحة لكل زمان ومكان. تعد هذه السيرة السيرة الوحيدة التي احتفت بالسرد على حساب الشعر، وتمثلت فيها جماليات النص الأدبي الكتابي سواء في الأسلوب السردي، ووحدة الموضوع ، وتوظيف الوصف لخدمة الأحداث، مع وانعدام صيغ الحكاية في السير الشعبية، قل الاحتفاء بالشعر داخل النص على عكس المألوف والشائع في كتابات السرد في تلك الفترة، إضافة إلى أنها من أقل السير لجوءاً إلى الجن والسحر وغيرها من الأساطير أو التقنيات التي سادت في قصص والسيرالشفوية. (المصدر: الموسوعة العربية، http://www.arab-ency.com)
[5] علي الزيبق: تدور أحداث الملحمة الشعبية حول دائرة فساد السلطة التي تبدأ من الخليفة العثماني لتصل إلى أصغر مسئول في القلعة؛ حيث يطلق حسن رأس الغول شرارة الثورة ضد الظلم المتمثل في المقدم سنقر الكلبي ومصرعه على يد رمانة، ويأتي ابنه علي الزيبق ليحيي بارقة الأمل من جديد ويستكمل مشوار أبيه في الكفاح ضد الاستبداد. الحكاية الشعبية، دائمًا، تنتصر في النهاية للمظلوم، تستعير تراث كيد النساء من قصص «ألف ليلة وليلة»، وتستوحي نماذج مقاومة تتجسد في شخصية علي الزيبق القادر على البقاء ورد الصفعة، تريد السيرة، الحكاية، الملحمة الشعبية أن تقول للمسحوقين: لا تستسلموا، قاوموا، هناك مائة باب للتمرد. يظهر النص الشعبي بطله علي الزيبق باحثًا عن الثأر والانتقام لوالده “راس الغول”، كما أن لغة العصر السائدة أصبحت الرشوة والفساد وتبادل الخداع والفهلوة على حساب مصلحة المجتمع، وأن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الحكام هي خداعهم ومراوغتهم؛ خوفًا من بطشهم، (المصدر: الموسوعة العربية، http://www.arab-ency.com)
[6] عنترة بن شداد العبسي شاعر جاهلي من الشعراء السود، أمه جارية حبشية اسمها زبيبة، كانت عند شداد أحد سادة بني عبس، فولدت له عنترة الذي ورث عن أمه سواد لونها، مما حمل أباه على إنكار نسبه إليه ومعاملته معاملة العبيد. لايُعرف تحديد دقيق لزمن ولادته، والراجح أنه ولد في النصف الأول من القرن السادس الميلادي، وعاش حياة العبودية عند أبيه الذي لم يلحقه بنسبه لسواد لونه، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبده، فظل عنترة يقوم بما يُكلَّف به العبد من خدمةٍ ورعيِ للماشية وما إلى ذلك حتى ألحقه أبوه بنسبه. وقد شارك عنترة في حرب داحس والغبراء التي كانت بين عبسٍ وذبيان وامتدت نحو أربعين عاماً، وكان أحد فرسانها المبرزين.)
[7] أكرم قانصوه، التصوير الشعبي العربي، عالم المعرفة، الكويت، 1995، ص:63
[8] سيرة بني هلال: ينتسب الهلاليون إلى هلال بن عامر بن صعصعة المضري، وأولاده عبد الله ونهيك وعبد مناف وصخر وشعثة وعائذة وناشرة ورؤيبة وربيعة. كانوا يقطنون في الجانب الغربي الشمالي، لصحراء نجد باتجاه الحجاز واليمن، لم يكن لهم شأن عظيم في الجاهلية، وكانوا قوماً مُغَلَّبِيْنَ، ليس لهم وقعة مشهورة أو يوم مشهود على غيرهم، لذلك قل المشهورون من أعلامهم، وجاءت شهرتهم من السيرة التي خلدت ذكرهم. في تغريبة بني هلال، حكي سردي ثري يشد انتباه المتلقي، وذلك لما فيه من أحداث يمتزج فيها التاريخي بالاجتماعي في قالب بطولي تبرز فيه الفروسية والشجاعة والمروءة والأنفة  كقيم إنسانية نبيلة ترسم خطوط  البطولة  الهلالية في ربوع الشام والعراق ومصر وبلاد المغرب وفق شخصيات نعتها الراوي بأوصاف تنوعت بين البطولة والحيلة، ليرسم لنا ملامح الفارس البطل من خلال شخصية دياب، وملامح البطل  الفارس المخادع من خلال شخصية أبي زيد؛ الشخصية المحور في التغريبة، (المصدر: الموسوعة العربية، http://www.arab-ency.com)
[9] سيرة الظاهر بيبرس وتعرف أيضاً بـالسيرة الظاهرية هي قصة شعبية خيالية طويلة تروي حياة السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري وأعماله البطولية التي قام بها زوداً عن الإسلام وتصدياً لأعدائه من الصليبيين والمغول. كتبت سيرة الظاهر بيبرس بالقاهرة في العصر المملوكي وأخذت شكلها النهائي في بدايات العصر العثماني. على الرغم من أن غالبية أحداث السيرة تجري في مصر، وأبطالها مصريون يتكلمون باللهجة المصرية ويستخدمون الأمثال الشعبية المصرية، إلا أن أحداثها مع ذلك تغطي رقعة واسعة من العالم الإسلامي وشمال البحر المتوسط وحتى الجزر البريطانية. وتعطي سيرة الظاهر بيبرس صورة شيقة عن عصر البطولة والتضحية، وتمتاز بخيال خصب، ووقائع طريفة فضلاً عن أنها تصور حياة المجتمع المصري تصويراً دقيقاً.. (المصدر: الموسوعة العربية، http://www.arab-ency.com)