- info@damascus-heritage.org
انتشرت هذه الرسوم في الوسط الشعبي، وأدت دوراً كبيراً في نشر الثقافة الدينية بين الناس عن طريق التصوير واللوحة الشعبية في مجتمع لا يفقه القراءة والكتابة؛ وكانت غالبية هذه الرسوم مستمدة من آيات القرآن الكريم، وقصص الأنبياء والصحابة وزينت في كثير من الأحيان المساجد وأماكن العبادة بالإضافة إلى المقاهي والأسواق، والذي ساعد في انتشار هذه الرسوم هو عدم وضوح موقف الإسلام من التحليل أو التحريم، والرسام الشعبي وخوفاً من الوقوع في المعصية[1]، لجأ إلى التحوير والزخرفة وإهمال الأبعاد والأحجام في اللوحة، وأما الموضوعات التي رسمها تمحورت حول:
الخضر[2]: صور الرسام الشعبي النبي الخضر على هيئة شيخ جليل تشع علامات الإيمان والتقوى من عينيه ووجهه، وفي يده سبحة، وحول عنقه زرع أخضر؛ وكان يصور أحياناً برفقة السلطان ذي القرنين[3]، وبجانب شخصيات اللوحة كتب أسماؤها وألقابها لتعرف بها، فهذا الشيخ بكداش بيده السبحة جالساً فوق حوت البحر، وذلك الشيخ البداوي الرفاعي ممسكاً بالأفاعي، وذلك أسد ملقب بسبع البر.
وفي صور أخرى يبدو النبي سليمان على عرشه وإلى جانبه الهدهد يدله على مكان ملكة سبأ بلقيس، قال سليمان بأن تفقد الطير بأمر من الله تعالى: (مالي أرى الهدهد أم كان من الغائبين)[7]