دكان الآجر والقرميد

أ. خلدون الشيشكلي

دائما هناك دكاكين كثرية ولا زالت تبيع الآجر والقرميد، والبلوك الإسمنتي بأنواعه وقياساته، والأحجار الصناعية النفرة، والأحجار الطبيعية البيضاء المنحوتة أو المقطوعة بسماكات مختلفة، والتي بملامس صقيلة، والمنقرة والمحدبة الواجهة، والخشنة الملمس، وهي أحجار قد تتحول ‘لى رخام إن صقلت بوجوهها بشكل جيد ولمعت، وللأحجار أنواع وأشكال وأجناس، وخامات ومواصفات وقياسات وسماكات وتسميات مثل: المجلي والمنقر وغيره. بعض الأحجار تركب مناصفة مع مثيلاتها السفلة أو العليا، أو بشكل طولاني أو عرضاني بطرق منها: التدكيك- الفرك – الذكر والأنثى ، كما أن بعضها من تلك الدكاكين كانت – ولازالت- تبيع الأحجار البنية الشقراء أو المائلة للحمرة، والتي تمتاز بوجود تجاويف وحفر وأخاديد وثقوب كثيرة بها، وقد اشتهرت بها منطقة الزبداني وسفوح جبالها المطلة على نبع بردى، وهذه الأحجار عرفت باسم منطقة الزبداني، وقد ازداد عليها الطلب كثيرا نتيجة استعمالها في بناء شلالات أو بحرات صناعية في بعض البيوت أو المحال التجارية المختلفة، كالمطاعم والمقاهي والمقاصف، لأنها تقرب لناظرها أجواء الطبيعة التي بات يفتقدها الناس وسط أجواء المدينة الغاصة في كتل الإسمنت ومواد الإكساء الصنعية الهندسية المنتظمة جداً بشكل ممل أحيانا بل ومزعج أيضاً. بعض آخر من تلك الدكاكين كانت تبيع أحجاراً بنية اللون تتراوح ما بين الغامقة والشقراء، قوامها رملي مليء بالثقوب كما الإسفنج، وخفيفة الوزن ويطلق عليها أسماء كمثل: الحجر البحري، والرخام الرملي، والخفان الطرطوسي، وخو حجر جميل يصلح للإكساءات الخارجية والتطعيم مع الرخام والأنواع الأخرى من الأحجار، وهو جميل غير لامع، ولا يمكن التدخل بخامته سوى بالقص. أما الآجر فهناك نوعان مختلفان منه: الأول عادي يفترض أن يكون مشوياً بشكل كاف كي لا يتآكل نتيجة لتعرضه للماء أو الرطوبة، ولو خضع للشي بشكل كاف لبقي محافظاً على جماله. والثاني ناري  يستعمل عادة لبناء الأفران بأنواعها، ويكون لونه مائلاً للصفرة لا الحمرة كما النوع العادي. أم الحجر الاصطناعي فهو مصبوبات إسمنتية مسطحة ذات وجه مقبب يحاكي الحجر الطبيعي ويمكن تلوينه بأي لون. وهناك الآجر الناري: يستعمل لبناء المداخن، ولبناء الشومينيه المكشوفة. وأما عن القرميد، فقد كان يأتينا من الخارج وكانت أسعاره غالية جداً، لذلك قل استعماله جداً في بلدنا، ولكنه صار ينتج محلياً وبأسعار معقولة، ولقد انتشر مؤخراً لتوفره ورخص ثمنه. وأخيراً فإن البلوك (القوالب الإسمنتية) المستعمل بالبناء هذه الأيام عرفناه في الخمسينيات، وكان الحجر هو البديل الأمثل له وليته دام ولم يتبدل. بائع الآجر والقرميد والأحجار والبلوك خبير في مواد البناء والديكور والإكساء، وزبائن هذه الدكاكين هم البنائون ومتعهدو الإكساء ومهندسو الديكور.