- info@damascus-heritage.org
البابوج تسمية غير عربية لنوع من أنواع الأحذية النسائية البدائية تعني حذا بلا كعب، وأغلب النساء في الماضي وخصوصاً في الريف تنتعله، وهو على أنواع مختلفة لدرجة أنه كان لكل قرية من القرى طراز بابوج يخصها، وأخص تكل البوابيج على الإطلاق الباقي والمستعمل منه حتى الآن في أغلب قرى دمشق، وهو البابوج المسمى بالبابوج الاسلانبولي الضيق الطويل، ذو المقدمة القصرة جداً والتي لا تستوعب في حال انتعاله سوى اكبر أصابع القدم الثلاث على أفضل تقدير، لذلك فإن انتعاله بالقدم كان صعباً جداً على غير المتعودات على انتعاله والمتمكنات منه، ومن انتعاله جيداً حتى لا ينفلت من القدم، وذلك يكون بحكم العادة والممارسة، أغلب من لا زلن يلبسنه من النساء حتى اليوم هن نساء القرى المرتديات على الدوام (الملاية) الملائة والكبيرات بالسن منهن على وجه الخصوص. للبابوج الاسلانبولي لون أسود على الغالب، ونعل غليظ قاس دون كعب، وفردتيه كانتا متماثلتين، أي ليس هناك فردة يمينية وأخرى يسارية، ثم بدأ مصنعوه يصنعون منه فدرات يمينية ويسارية من خلال تقوسه نحو اليمين واليسار ولقد قل بيعه تدريجياً مع قلة من يلبسنه ويلبسن الملائات التي تناسبه. نساء المدينة كن يلبسن البابوج تحت المت الجلدي الذي دون كعب، أما نساء القرى فكن ولا لزن يلبسن البابوج فقط مع الجوارب السميكة صيفاً وشتاءً، رغم أ، (الملايات) الملاءات لم تختف من حياتنا تماماً في أغلب القرى، وحتى تلك المحيطة بدمشق، وإن قلت كثيراً، فإن انتعال البابوج شبه انقرض، وبالتالي فإن دكاكين بيعه وصنع انقرضت هي الأخرى ولم تعد موجودة. بائع البوابيج كان يسمى أيام زمان بالمسوتي، لكنه كان يبيع البابوج مقرتناً بالمسوت في المدن، ونظير لعدم استخدام المسوت والبوابيج بالمدن، فقط اقتصر بائع البوابيج والمسوت على بيع صنف البوابيج فقط. وأخذ اسمه مما بات يبيعه، وبدأ يبيع البابوج المناسب للطرز التي تطلبها نسوة كل قرية بشكل مغاير للقرى الأخرى، وبدأ بيعه رغم كل هذا يقل ويقل ثم اختفى لأنه لم يستطع الصمود أمام هجمة متنوع طرز وأشكال الأحذية الحالية. زبونات تلك الدكاكين كن من نساء المدينة والريف في أيام زمان، ثم اقتصر على نساء القرى اللواتي لازمنه وقتاً لا بأس به حتى انقرض.