- info@damascus-heritage.org
كانت دكاكين بيع وصنع المخلل منتشرة في كل الأسواق الرئيسية والشعبية وأغلب الأحياء الشعبية بالمدينة. دكاكين بيع وصنع المخلل كانت تعرف من بعيد من خلال رائحة الثوم، وأنواع المخلل، وألوانه الزاهية المتعددة، وطرق عرضه الشيقة. كان بائع المخلل يصنع بيديه جميع نواع المخلل، وكان يعرف عن فلان من باعة المخلل بأنه عنوان للنظافة والترتيب والنفس الطيب، فيتهافت الناس عليه ويفضلونه عن غيره. من أنواع المخلل التي كانت تصنع وتتوفر في أغلب أيام العام في دكان المخللاتي الأصناف التالية: مخلل الخيار و(الأتة) القثاء، واللفت، والفليفلة الحلوة و (الحدة) الشطة (الحارة)، والباذنجان، واليخنا، والزهرة، و(الفؤوس) البندورة الصغيرة المتطاولة الحجم الخضراء اللون، والجانرك، والشوندر إلخ.
لكل من هذه الأنواع لونه وطعمه ورائحته الخاصة، وشكله المميز، وسعره، ومن المؤسف أن أغلب باعة المخلل يضعون للماء الذي يصنع فيه المخلل صبغة بنفسجية قوية جداً لا تزول عن أيديهم، ولا عن أوانيهم، ولا عن الأرض والثياب بدلاً من صبغة الشمندر الأحمر الطبيعية الشهية الجميلة اللون. كان بائع المخلل يصنع مخللاته في الخوابي الفخارية الكبيرة المطلية، وفي (القطرميزات) الأواني الزجاجية، أو في سطول معدنية مطلية بالشينكو العازل، أما اليوم فيصنع المخلل ويباع ويخزن في الأواني البلاستيكية الضارة بكل أسف. بائع المخلل حرفي يتعب لإيصال ما يصنعه من أنواع المخلل الشهي وأصنافه المتعددة الرخيصة. زبائن دكان المخلل باعة (السندويش) الشطائر والمطاعم، ومن لاتجيد زوجته صنع المخلل والتوفير على زوجها، والعزابية.