B042

موقع محطة الحجاز

ساحة الحجاز : هي الساحة الثانية التي برزت إلى الوجود بشكل قوي في مدينة دمشق بعد ساحة المرجة خلال العصر العثماني بنهايات القرن التاسع عشر ، وقد تنبه لأهمية هذه) المنطقة (قديما: نائب الشام المملوكي الأمير سيف الدين تنكز الحسامي ، حينما أنشأ جامعه الشهير) بجامع تنكز (متاخما لهذه البقعة والتي كانت تدعى في العصرين الأيوبي والمملوكي) حكر السماق (والمسماة اليوم بشارع النصر في قلب العاصمة السورية دمشق.

ويحد ساحة الحجاز شرقا طريق حكر السماق كما أسلفت، هذا هو الاسم الذي كان متعارفا عليه في العصر الأيوبي، ثم تبدل إلى درب المقبرة والمعروفة بالمقابر الصوفية  في منتصف العصر المملوكي، ثم تحول إلى اسم شارع جمال باشا نسبة إلى والي دمشق وقائد الفيلق الرابع في بلاد الشام جمال باشا الشهير بالسفاح في نهايات العصر العثماني؛ حين أنشأ شارعه العريض الممتد من سوق الحميدية إلى بداية مقابر الصوفية.

وهذه ساحة الحجاز عند نهاية شارع النصر الغربية في مطلع عشرينات القرن العشرين، ويظهر جزء من محطة القنوات في يمين الصورة محطة الحجاز وأمامها الحاجز الحجري التجميلي للمحطة، ثم يظهر شارع النصر بمساريه اليميناي واليساري ، وفاي المنتصاف : طرياق المشااة وقد زين بأجمل الأشجار و الورود والبحرات المائية وتظهر في اليسار مئذنة جامع تنكز وفي العمق تبدو قبة النسر و مآذن الجامع الأموي الكبير . تبدل اسم هذا الشارع من اسم شارع جماال باشا إلى اسم شارع النصر وذلك إبان عهد الحكومة العربية الفيصلية سنة 1919 للميلاد نسبة إلى باب النصر الذي كان متواجداً على تخوم سوق الحميدية، أو ربما نسبة إلى انتصار الثورة العربية على جمال باشا السفاح والحكومة التركية العنصرية في ذلك الوقت؛ فصار اسمه شارع النصر وما زال.

يحد الساحة وحرم المبنى شرقا جنينة المحددة الغربية، وبقيت كذلك حتى خمسينات القرن العشرين، وشكلت فيما بعد مقهى تابعا لمحطة الحجاز. وهذا جزء من بستان الغربا في بداية القرن العشرين، وتبدو في يسار الصورة الواجهة الجنوبية لمحطة القنوات/ محطة الحجاز ، وأرصافة القطاارات بعاد أن استولت عليها الحكومة العثمانية ، وأنشأت عليها المحطة الشهيرة، وكذلك تبدو بالعمق دار السرايا الحكومية وبجانبها فندق فيكتوريا وجبل قاسيون يحتضن محلة الصالحية

ويحد الساحة غربا بداية المقابر الصوفية المحصورة بين نهري بانياس ويمر فاي شامال المقبرة وبين نهر القنوات المار من جنوبها منطقة الحلبوني والممتدة حتى حدود منطقة الجمارك حاليا قريبة من حدود المزة، وقاد نوه عنها المرحوم عبد العزيز العظمة في كتابه مرآة الشام. 

وقد دفن في هذه المقبرة الصاوفية آلاف مؤلفة من الأساتذة الشيوخ و العلماء الصالحين والمشايخ الأفاضل علماء مدارس دمشق في العهدين الأيوبي والمملوكي ، ولم يبق من آثار تلا القبور الطاهرة أي أثر في يومنا هذا سوى قبر أو قبرين داخل مستشفى الغرباء الوطني حاليا. 

ونشاهد منطقة المقابر الصوفية في بداية القرن العشرين، ويبدو نهر بانياس ماراً بجانب الطريق وقد تم تغطيته بالكامل في حقبة لاحقة، وتظهر جنينة النعنع ومن خلفها المدرسة السليمانية والتكية السليمانية، و كذلك في أقصى اليمين مبنى دار المعلمين وزارة السياحة اليوم .

يحد ساحة الحجاز جنوباً بستان الأعاجم … هذا الاسم المتعارف عليه في العصر المملوكي ثم ما لبث أن تبدل إلى اسم بستان الغربا نسبة إلى الغرباء الذين جاؤوا من الجزائر و المغرب العربي مع الأمير عبد القادر الجزائري إلى دمشق و استوطنوها … حتى أن تملك هذا البستان السيد عزت أفندي الملا رحمه الله وقدمه هدية لأبنه السيد أحمد الملا بمناسبة زفافه في نهايات القرن التاسع عشر .فاستولت عليه حكومة السلطنة العثمانية العلية عند إنشائها للخط الحديدي الحجازي ، وبنت عليه محطة القنوات و المعروفة اليوم بمحطة الحجاز .

صورة نادرة التصوير و ملونة يدوياً لمكان بستان الغربا وباحة المحطة الداخلية عام 1921 وتظهر فيها بعض عربات الشحن تفرغ حمولتها بالمخازن الجانبية لبناء المحطة ، ويظهر خلفها بستان الأعاجم أو الغربا و منطقة الحلبوبي قبل تعميرها بالأبنية الحديثة ، وتظهر مئذنتي جامع التكية السليمانية و من خلفها مباشرة بساتين الغوطة الغناء وصولاً الى قرية الصالحية الصغيرة ومن ثم جبل قاسيون . 

و يحد الساحة شمالا طريق السليمانية وهو الاسم الذي أطلق عليه لاحقا (شارع سعد الله الجابري وما زال) والواصل بين ساحة الحجاز موضوع بحثي هذا و بين منطقة جسر فيكتوريا .

طبعاً جادة السليمانية تم إفتتاحها أيام الوالي العثماني عزمي بك، وسميت بالسليمانية نسبة إلى الوالي العثماني سليمان شفيق باشا، وصار اسمها بعد الجلاء شارع سعد الله الجابري (نزلة العباسية)، وكذلك متمماً لدرب المقابر الصوفية في محلة الحلبوني وتغير الاسم إلى شارع مسلم البارودي، بالإضافة إلى هيمنة مبنى محطة قطار الحجاز (محطة القنوات) على الساحة الواصلة بين تلك الشوارع. 

و يحد الساحة شمالا طريق السليمانية وهو الاسم الذي أطلق عليه لاحقا (شارع سعد الله الجابري وما زال) والواصل بين ساحة الحجاز موضوع بحثي هذا و بين منطقة جسر فيكتوريا .

طبعاً جادة السليمانية تم إفتتاحها أيام الوالي العثماني عزمي بك، وسميت بالسليمانية نسبة إلى الوالي العثماني سليمان شفيق باشا، وصار اسمها بعد الجلاء شارع سعد الله الجابري (نزلة العباسية)، وكذلك متمماً لدرب المقابر الصوفية في محلة الحلبوني وتغير الاسم إلى شارع مسلم البارودي، بالإضافة إلى هيمنة مبنى محطة قطار الحجاز (محطة القنوات) على الساحة الواصلة بين تلك الشوارع.