- info@damascus-heritage.org
ظهر دور المرأة بشكل واسع في ظل الإسلام، حيث أبطل الكثير من العادات التي تحد من حريتها، فقد أدّت دوراً في العديد من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية
وفي بلاد الشام، كجزء من الدولة العربية الإسلامية، تمتعت المرأة بمكانتها في الاحترام، فقد أثبتت الروايات التاريخية أنها تلقبت بألقاب عديدة تعكس تلك المكانة، ومنها ست الشام، وست الكل، وست الخلق.. إلخ، وهي من باب الفخر والتزكية.
وفي دمشق خاصة، مارست المرأة دورها في جوانب الحياة كافة، ومنها الجانب العلمي الذي برز بظهور عدد كبير من النساء في ميدان التصوف، حيث اتخذت هؤلاء المتصوفات بيوتهن في الربط والخانقاهات، وقد حظيت هؤلاء النسوة باهتمام المؤرخين في ترجمتهن.
وإذا كانت المرأة في دمشق قد سلكت سبيل التصوف والزهد والعبادة من خلال اختيارها لهذه الحياة، فإنها كانت من جانب آخر شجعت غلى توسيع دائرة التصوف والزهد، بقيامها بأعمال البر والتقوى التي تخدم هذا الجانب.. فمثلاً
ولكن انصراف بعض النساء المتصوفات نحو حياة الزهد، لا يعني أنها الصورة الوحيدة التي شكّلها المرأة في المجتمع الدمشقي، ذلك أن بعض النساء مارسن حلقات التدريس في المساجد، فقد أشار ابن عساكر أنه تلقّى العلم من ثمانين امرأة..
أما الميدان الأهم الذي كانت تمارس فيه المرأة نشاطها التعليمي، فهو المسجد، تعلّماً وتعليماً، وهذه الحال تشير إلى حرية المرأة في ممارسة المعرفة، للدلالة على هاتين الحالتين:
لما فرغ الوليد بن عبد الملك من بناء المسجد قال له أحد أولاده بأن طينته أتعبت الناس كل سنة وبأنها تخرب سريعاً. فأمر أن يسقف بالرصاص، فطلب الرصاص من كل بلد فوصل إليه، وبقي عليه موضع لم يجد له رصاصاً، فكتب له بعض عمّاله بأنه وجد عند امرأة منه وقد رفضت أن تبيعه إلا وزناً بوزن من الذهب، فكتب الوليد لعامله وأمره بأن يشتريه بوزن الذهب. فلما أخذت المرأة الذهب قالت: هو هدية مني للمسجد. فقال لها العامل أنت رفضت أن تبيعي إياه إلا وزناً بوزن، فكيف تهديه للمسجد؟ فقالت: إنما فعلت ذلك ظننت أن صاحبكم يظلم الناس في بنائه ويأخذ أموالهم، فلما رأيت الوفاء منكم علمت أنه لم يكن يظلم فيه أحداً. فلما سمع الوليد بذلك أمر أن يعمل في صفائحه لله ولم يدخله في جملة ما عمله، فهو إلى اليوم مكتوب عليه: لله
بالإضافة إلى عدة مساجد أخرى كانت للمرأة دور في عمارتها، نذكر منها:
ومساجد أخرى كانت للمرأة دور في تجديدها ترميمها، نذكر منها:
المصادر والمراجع: